1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أوكرانيا ـ ماكرون لا يستبعد إرسال قوات برية غربية

٢٧ فبراير ٢٠٢٤

في مؤتمر دعم أوكرانيا ضم 20 دولة، قال ماكرون إنه بجب ضمان عدم فوز روسيا في حربها ضد أوكرانيا. ومن أجل تحقيق ذلك،أكد أنه لم يعد يستبعد أي شيء في دعم أوكرانيا بما في ذلك إرسال قوات برية، وهو ما حذرت منه موسكو فورا.

https://p.dw.com/p/4cvKx
الرئيس الفرنسي ماكرون في المؤتمر الصحفي لمؤتمر دعم أوكرانيا بفرنسا (26/2/2022)
ماكرون عن الدعم الغربي لأوكرانيا: "دعونا نتحلى بالتواضع لنلاحظ أننا تأخرنا في كثير من الأحيان من 6 إلى 12 شهرا".صورة من: Gonzalo Fuentes/AP Photo/picture alliance

بعد اختتام مؤتمر للمساعدات الأوكرانية في باريس في وقت متأخر يوم الإثنين (26 فبراير/ شباط 2024)، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه لن يستبعد نشر قوات برية فرنسية في أوكرانيا. وأضاف ماكرون أنه لا يوجد شيء مستبعد لضمان عدم فوز روسيا في حربها ضد أوكرانيا.

وضم الاجتماع ممثلين كبارا من العديد من الداعمين الأوروبيين الرئيسيين لكييف من بينهم المستشار الألماني أولاف شولتس ووزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون.

وقال ماكرون إنه لم يكن هناك توافق في الآراء بشأن استخدام القوات البرية في اجتماع أكثر من 20 رئيس دولة ورئيس وزراء، لكن لا يمكن استبعاد أي شيء فيما يتعلق بالديناميكية المستقبلية. ويمكن لكل دولة أن تقرر بشكل مستقل وسيادي نشر قوات برية.

وأوضح الرئيس الفرنسي أنه في الاجتماع، تقرر تشكيل تحالف لتزويد أوكرانيا بالصواريخ لشن هجمات بعيدة خلف الخطوط الروسية. وعلى المدى القصير، ينبغي أيضا تعبئة ذخيرة إضافية لأوكرانيا من مخزوناتها الخاصة.

"لا إجماع على نشر قوات برية"

وقبل مغادرته لحضور اجتماع باريس، حذر رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو من "تصعيد خطير للتوترات" مع روسيا. وأضاف أن دولا منفردة لم يرغب في تسميتها مستعدة على ما يبدو لإرسال جنودها مباشرة إلى أوكرانيا. ومع ذلك حذر فيكو من أن هذا لن يقنع روسيا بالاستسلام، ولكنه سيزيد بالتأكيد من خطر تصاعد الصراع.

شارك في مؤتمر دعم أوكرانيا في باريس أكثر من 20 رئيس دولة ورئيس وزراء (26/2/2024)
شارك في مؤتمر دعم أوكرانيا في باريس أكثر من 20 رئيس دولة ورئيس وزراء (26/2/2024)صورة من: Stephane Lemouton/abaca/picture alliance

وقال ماكرون: "لا يوجد إجماع اليوم على نشر قوات برية رسميا. لكن لا يمكن استبعاد أي شيء في هذا السياق. سنفعل كل ما هو ضروري لضمان عدم تمكن روسيا من الانتصار في هذه الحرب". وذكر ماكرون أن تسليم طائرات مقاتلة فرنسية من طراز ميراج لم يتقرر بعد ، لكن المعدات العسكرية الفرنسية التي يمكن أن تساعد أوكرانيا لا تزال قيد الدراسة.

وقال ماكرون "كثير من الناس الذين يقولون: لا أبدا اليوم هم نفس الأشخاص الذين قالوا لا للدبابات ولا للطائرات ولا للصواريخ طويلة المدى أبدا قبل عامين"، عندما غزت روسيا أوكرانيا، مضيفا "دعونا نتحلى بالتواضع لنلاحظ أننا تأخرنا في كثير من الأحيان من 6 إلى 12 شهرا".

موسكو تحذر من إرسال قوات برية 

ومن جهته، حذر الكرملين اليوم الثلاثاء (27 فبراير/ شباط 2024) من أن الصراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة سيصبح حتميا إذا أرسلت الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف قوات للقتال في أوكرانيا.
وردا على سؤال عن تصريحات ماكرون، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين "حقيقة مناقشة مدى إمكانية إرسال وحدات معينة من دول حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا هي عنصر جديد مهم جدا". وأضاف: "هذا ليس في مصلحة هذه الدول بتاتا. يجب أن تدرك ذلك" معتبرا أن مجرّد إثارة هذا الاحتمال يشكّل "عنصرا جديدا مهما جدا" في الصراع.

كما قال ردا على سؤال عن مخاطر نشوب صراع مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي إذا أرسل أعضاء بالحلف قوات للقتال في أوكرانيا "في هذه الحالة، لن نحتاج للحديث عن احتمال، وإنما عن حتمية (الصراع المباشر)".

تحالف جديد لدعم أوكرانيا

وأظهر المؤتمر حرص ماكرون على تقديم نفسه في مقدمة الداعمين الأوروبيين لأوكرانيا، وسط مخاوف متزايدة من تراجع الدعم الأميركي في الأشهر المقبلة. وقال ماكرون في قصر الإليزيه في بداية المؤتمر: "الإدراك العام اليوم هو أن أمننا جميعا على المحك".

وتحدث ماكرون عن تحالف جديد سيتم إنشاؤه لتزويد أوكرانيا ب"صواريخ وقنابل متوسطة وطويلة المدى لتنفيذ ضربات عميقة". وقال إن هناك "إجماعا واسعا على بذل المزيد بشكل أسرع"، مضيفا أن هناك إجماعا أيضا على زيادة الإنتاج المشترك للأسلحة مع أوكرانيا وتعزيز صناعتها العسكرية.

ومع دخول الحرب الأوكرانية عامها الثالث، قال ماكرون إن سلوك موسكو أصبح أكثر عدوانية على المستوى السياسي وعلى خط المواجهة في أوكرانيا. وشدد ماكرون على أن "روسيا يجب ألا تكسب الحرب" ، قائلا إنه لا يمكن السماح للدعم بالتذبذب وأن داعمي أوكرانيا يجب أن يكثفوا جهودهم. وقال إنه يجب تعبئة زيادة المساعدات لأوكرانيا بالمال والأسلحة بشكل مشترك وعلى المستوى الوطني. وأضاف ماكرون: "نحن بصدد عملية تضمن أمننا اليوم وغدا". وانضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الاجتماع في باريس عبر الفيديو. وقال مستشار لماكرون مقدما إن المشاورات في باريس لا تتعلق بضمانات جديدة لتسليم الأسلحة بقدر ما تتعلق بتحسين كفاءة المساعدة العسكرية التي تم التعهد بها سابقا، بما في ذلك تدريب الجنود الأوكرانيين والدفاع الإلكتروني.

إقرار غربي بالتفوق الروسي

 في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا إن هناك "دعما كبيرا" لمبادرة تهدف لمساعدة أوكرانيا على شراء ذخائر من خارج الاتحاد الأوروبي. وأكد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن بلاده ستساهم وستتبعها دول أخرى.

وقال ماكرون إن الغرب بحاجة إلى "قفزة" في مقاربته "تأخذ بعين الاعتبار التحول في التهديد من وجهة نظر عسكرية واستراتيجية".
 وقال زيلينسكي في رسالة فيديو قصيرة إلى المؤتمر "علينا أن نضمن معا ألا يتمكن بوتين من تدمير إنجازاتنا أو توسيع عدوانه ليشمل دولا أخرى".

وأقر مسؤولون غربيون بأن روسيا قد تتفوق عسكريا في النزاع عام 2024 مع نفاد الأسلحة والذخيرة لدى الجانب الأوكراني.
 وفي مؤشر على ذلك، أعلنت أوكرانيا الاثنين أنها انسحبت من منطقة لاستوشكين في شرق أوكرانيا التي أعلنت روسيا السيطرة عليها، في هزيمة أخرى للقوات الأوكرانية منذ سقوط أفدييفكا. وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف الأحد إن نصف المساعدات العسكرية الغربية التي تم التعهّد بها لكييف سلّمت متأخرة، مشيرا إلى أن "التعهّد لا يعني التسليم".
وكشف زيلينسكي أن أوكرانيا لم تتلق سوى 30 بالمئة من مليون قذيفة تعهد بها الاتحاد الأوروبي. 
 وأقر ماكرون "من الواضح أننا لم نكن نملك هذا المليون"، واصفا الأمر ب"الالتزام غير الحكيم".
 وفي تصريحات كشفت حجم الخسائر البشرية التي تكبدتها أوكرانيا، قال زيلينسكي إن 31 ألف جندي أوكراني قتلوا في الحرب مع روسيا.

ص.ش/ح.ز (د ب أ، أ ف ب، رويترز)